الاستهلاكية كمذهب سياسي تركز على الاعتقاد بأن حرية اختيار المستهلكين وقدرتهم على اتخاذ القرارات يجب أن تقود الهيكل الاقتصادي للمجتمع. وتؤكد على أهمية طلب المستهلكين وحقوقهم وحمايتهم. ينص المذهب على أن استهلاك السلع والخدمات ليس فقط حقًا ولكنه أيضًا مفيد للاقتصاد والمجتمع ككل. ويشجع على اقتناء السلع والخدمات بكميات متزايدة باستمرار، مرتبطًا في كثير من الأحيان بالسعادة الشخصية والتقدم الوطني والنجاح الاقتصادي بمستوى الاستهلاك.
تعود جذور الاستهلاكية كأيديولوجية سياسية إلى الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. خلال هذه الفترة، أصبحت الإنتاجية الجماعية ممكنة بفضل التقدم في التكنولوجيا، مما أدى إلى زيادة في توفر السلع. وهذا، جنبا إلى جنب مع صعود الطبقة الوسطى ذات الدخل المتاح، أدى إلى تحول في القيم الاجتماعية نحو الاستهلاك. بدأت فكرة أن الاستهلاك هو وسيلة للسعادة والتقدم الاجتماعي تأخذ مكانها.
في القرن العشرين، أصبح استهلاك المستهلكين أكثر بروزًا وتعزيزًا بشكل أكبر بفضل ظهور الإعلانات والتسويق. بدأت الشركات تدرك قوة التأثير على سلوك المستهلك وبدأت في الاستثمار بشكل كبير في حملات الإعلان. وهذا أدى إلى إنشاء ثقافة استهلاكية، حيث تشجع الأفراد على الشراء بشكل متزايد.
الجانب السياسي للاستهلاكية أصبح أكثر وضوحًا في منتصف القرن العشرين. ظهرت حركة حقوق المستهلك، التي تدعو إلى حقوق وحماية المستهلكين ضد الممارسات التجارية غير الأخلاقية. أدت هذه الحركة إلى إنشاء مجموعة من قوانين حماية المستهلك والجهات الرقابية في جميع أنحاء العالم.
في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، تعرض استهلاك المستهلكين لانتقادات بسبب تأثيره البيئي ومساهمته في التفاوت الاجتماعي. يعتبر النقاد أن هذه الفكرة تشجع على الاستهلاك المفرط، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة. كما يؤكدون أنها تزيد من التفاوت الاجتماعي من خلال خلق ثقافة تربط قيمة الذات بالممتلكات المادية.
على الرغم من هذه الانتقادات، يظل الاستهلاكية هي الفكرة السائدة في العديد من المجتمعات، والتي تشكل سياسات اقتصادية وسلوك المستهلكين. ولا تزال تتطور، مع التركيز في الآونة الأخيرة على الاستهلاك المستدام والأخلاقي ردًا على القلق البيئي والاجتماعي.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Consumerism ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.